الأربعاء، 27 فبراير 2013

هيباتيا (Υπατία)

صورة هيباتيا

 هيباتيا بنت ثيون ألكسندروس  
عاشت هيباتيا في الإسكندرية في الفترة من 350 وحتى 412 من الميلاد فقط 65 عاما ولكنها كانت مليئة بالنجاح كانت من أنبغ نساء زمانها في الرياضيات وكذلك في الفلك والفلسفة . 

كان  والد هيباتيا ثيون عالم رياضيات وقد ورثت هيباتيا هذا العلم من أبيها ولم تكتفي بل سافرت إلى أرض الفلسفة " اليونان " ودرست على يد المدرسة الأفلاطونية المحدثة 
تأثرت هيباتيا بأفلوطين واتخذت من نهجه والنهج المعدل أسلوب حياة وآمنت به
وكان المذهب الأفلاطوني المحدث  يفضل الدراسة المنطقية والرياضياتية بدلا من الممعرفة التجريبية ويرى أن للقانون أفضلية على الطبيعة
على أن هيباتيا لم يؤكد أنها   متدينة بأي دين لا مسيحية ولا يهودية بل كانت للوثنية أقرب إلا أن حلقاتها العلمية كانت مليئة بمن يستمعون لها من المثقفين ويقتنعون بها حتى وإن كانوا من نصارى الإسكندرية ذلك الوقت وهنا كانت المشكلة

أحست الكنيسة المصرية وأسقفها بالخطر لإزدياد أعداد من إلتفوا حول هيباتيا
وإن كان الحق لم تكن هيباتيا تسعى إلى ملك أو سلطة ولكن  كانت أسئلتها وأطروحاتها وتساؤلاتها للمؤسسة المسيحية المشكلة والتفاف الناس والمسيحين خاصة وقربها من حاكم الإسكندرية كان يجعل منها خطرا لابد من إزالته
وبالفعل اتهموا هيباتيا بممارسة السحر والشعوذة , وذات يوم عند خروجها من حلقتها التف حولها النصارى أنصارى الأسقف وجردوها من ملابسها وسحبوها في طرقات الإسكندرية حتى انسلخ جلدها وسلخو الباقي بالأصداف إلى أن فارقت الحياة ولم يكتفو بذلك بل وحرقوها وكان منظراً لا يسر بحق

* لماذا هيباتيا , ماذا فعلت ؟
وهذا السؤال وغيره من الأسئلة دائما يحوم حول المؤسسات الدينية التي يفترض عليها أن تكون واضحة كالشمس في تعاطيها مع الأحداث في وقتها
في قصة هيباتيا ’ عندما سافرت إلى اليونان وأخذت الفلسفة من منبعها عادت ومعها العديد من الأسئلة للمدرسة المسيحية في الأسكندرية ولأسقفها ولدينهم وبدأت بطرح الأسئلة وطرح وجهة نظر المدرسة الأفلاطونية وهذا كله زعزع المدرسة المسيحية وجعلها في قلق دائم من أن تفقد هيبتها بسبب هيباتيا .
وهذا دليل على أن المؤسسة المسيحية في ذلك الوقت كانت تجبر الناس على الإنصياع لما يقوله البابا والأسقف بدون حتى مجرد التفكير والمشاركة والتساؤل .
ووكان الناس في بادئ الأمر كقطيع الماشية أينما اتجه البابا يتجهون
وكانوا " أقصد المؤسسة الدينية " يتخذون الدين وسيلة لحماية الملك والحكم المسيحي 

والعلم والسؤال والمعرفة هم الشيطان بعدة أوجه
ويبدو أن الشيطان انتصر في النهاية وخضعت الكنيسة للعلم والتطور :)


والحال عندنا في الإسلام مختلف قليلا
لأن الإسلام والرسول  جاء حاثا على العلم والقراءة والسؤال والتساؤل والشك وكل هذه الأدوات إنما هي للوصول إلى درجة الإيمان
وليست ضده أبدا والذي حصل أن بعض أصحاب المدارس الدينية في بادئ الأمر  نقلوا لنا بعض الحقائق ناقصة وعوراء أو حتى لم ينقلوها لنا أصلا
وكان المسلمون لا يسألون لأن السؤل كان كالكفر
واليوم كثرت الأسئلة ولم يجد العلماء الحجج السابقة ذات نفع وانكشف الكثير
وبدء الناس بالحث عن الجواب بأنفسهم
 وتأثرت المؤسسة الدينية وتأثرت المناصب والكراسي والمناصب العالية ..
وكانوا لو تعاملو مع تلك الأدوات بشفافية وأجابوا عن الأسئلة لما اهتزت صورة المدرسة الدينية أبدا

البحث عن الجواب الصحيح والرأي السليم عند رجال الدين يجب أن يقابل بصراحة لأنه إن لم يجاوب رجال الدين بصدق وآثرو أن يغيبو الحقائق لداعي المصلحة أو لداعي درء المفسدة أو لمرضاة الوالي أو إكراها من الوالي أو لأجل مناصبهم  لانعكس هذا في المستقبل ولأخرج جيلاً لديه العديد من الأسئلة التي لم يجد لها جوابا ولبحث عن الجواب بطريقته ولربما يأتي ذلك اليوم أن يثور فيه الشباب على رجال الدين
وما هيباتيا إلا واحدة من الصور التي انتصر فيها العلم وغيرها كثير

شكرا للويكيبيديا 
ورواية عزازيل 
وموقع 
http://www.britannica.com/EBchecked/topic/279463/Hypatia

السبت، 9 فبراير 2013

RESPECT || احترام


قد ترمي معلومة ولا تعجب الآخرين ويتندرون بك وبها وبعد أيام يتضح لهم صحة ما قلت
 فلا أدري ما موقفهم أو موقفك في تلك اللحظة ..!

سأحكي لكم قصة حدثت مع زملائي في الكلية ولكي أصدقكم أني أخذت في خاطري كثيراً 
إذ أنني لم أتوقع مثل ذلك الرد لدرجة أنهم تندرو بي قائلين
" أيش هذا إنتا بتجيب أسئلة عاوز تتحدانا , أيش السخافة هذي , ناهيك عن ذلك الوجه الذي ينطق استحقاراً واستخفافا " 

كنا عائدين من المرور اليومي في عيادة العظام في مستشفى بشائر التعليمي وكنت قد أمضيت الليلة الفائته مع زميلي يقص علي من أنباء إختباره في الجراحة وكيف أن أستاذه الممتحن سأله سؤلاَ علّق فيه صاحبنا وأحس أن أنه راسب لا محالة 

" يا إبني عندك صورة أشعة للعمود الفقري لأحد المرضى وقد علمت أن هذا المريض عنده نوعين من السرطان 
سرطان البروستات وسرطان الثدي وعلمت أن السرطان إنتشر إلى أن وصل إلى فقراته , كيف تستطيع أن تحدد نوع السرطان المنشر في فقراته من صورة الأشعه ؟ " 
السؤال من أول وهله يبدو أنه لا يجيب عليه إلأ الأخصائيين
ولكن يفترض بطالب الطب في سنته الخامسة أو السادسة أن يجيب عليه ..! ما علينا 
صاحبي من حسن حظه أنه عرف الجواب مصادفة قبل دخوله الامتحان 
فأجاب على السؤال وأعجب به الأستاذ وأوصى به أن يأخذ درجة مرتفعة في هذا الاختبار 

سألت السؤال السابق وأنا أنزل من الحافلة ومن المصادفة أننا قابلنا مجموعة أخرى عند مكتب المسجلة " منال " 
فجاء الرد كما أخبرتكم ..
والتزمت الصمت من الصدمة 

ودارت الأيام وبعد ثلاث أو أربعة أسابيع 
شاء الله أن يجتمع بعض من الطلاب الذين حضرو ذلك الموقف في محاضرة تعريفية بالامتحان 
وإذا بالدكتور والمشرف على الامتحان يسأل السؤال ذاته .ويقول بأن هذا السؤال من الأسئلة التي يجب أن تعرفوها 
وينتظر الجواب وقام أحدهم وأجاب على السؤال بعد أن أسر إلي بأن أجاوب فرفضت 
وأشرت له بأن الطريق خال وبإمكانه الجواب 

لا أبرىء نفسي فلربما أخطأت في شيء
ولا أبرىء زملائي فهم هكذا وللأسف
ولربما لم يفكرو بالموضوع أصلا


وجيد أنني إلتزمت الصمت في الموقفين
لعلهم انتبهو لما فعلو من قبل ... لعلهم

ولكن لو قُدر لك يوما أن تكون في مكاني أو في مكان زملائي
ومررت بنفس الموقف
كيف ستتعامل معه ؟

وحقا بعد ذلك الموقف المحبط أسررت إلى نفسي بأن لا أشارك بعض الأشخاص أي معلومة
لا استئثاراَ بالمعلومة ولكن لأن بعض زملائي يرون المعلومة أرض للتندر :/
ألا لو تغيروا

ربما هي مسألة إحترام للمعلومة فزملائي يعانون منها  أقول ربما





السبت، 2 فبراير 2013

ولا زلت أقلب المفتاح


عرض
صديق لأبي وظيفة لأعمل بها لفترة مؤقتة
وتحمست في بادئ الأمر وذلك لأن الصبر عندي غدا يشتكي مني 
وما لبث هذا الحماس أن خبت وأصبت بالإحباط عندما سمعت العرض كاملاً 
أريدكم أن تشعروا بالإحباط معي  :)
عندما دلفنا أنا وأبي للمكتب القابع في أطراف المدينة وفي معقل البدو
 وبعد السلام  
أخذ أبو عبد الله بمفتاح المكتب ووضعه بيدي 
وبدء يصف لي كيف هو العمل ويخرج لي الأوراق والمستندات 
" هذا يا ولدي عقد الإيجار وهذا العقد عقد المبايعة ... 
وتجد الانترنت والطابعة واحذر  أن تكتب شيئا بدون أن تأخذ منه الزبون المال 
وانتبه لا تعد المال أمام الناس حتى لا يسرقوك فالحي فيه الكثير من ضعاف النفوس 
وسرد علي كلاماً كثيرا لمن أفهم لأنه وبالمجمل فإن أهل البادية لغتهم العربية في مهب الريح 
ولو " زحلقت " بعض الكلمات واكتفيت بأن تشيح برأسك بأنك فهمت يكون خيراً ... 
وفي منتصف الشرح عرّج على ذلك العامل السابق الذي سافر إلى أهله بعد أن أخذ نصف راتبه 
وقيمة تأشيرة الخروج والعودة من دخل المكتب فصار المكتب والحديد سوااء 
وبدء يسب ويشتم سوء العمالة وأنهم دائما ما يجلبون المشاكل له ولعقاراته 
وذكر أنه وصل قبل يوم من رحلة مع أحد الأمراء من إحدى البلدان وأنه متعب وسكت ...   :/ 
قلت له : الشغل وفهمته ماذا عن الراتب ؟ 
الراتب يا ولدي : ألف ريال .
أنا : ألف ريال لا تكفي 
ألف ريال ولك نسبة 2.5% على كل عملية مبايعه تحضرها  
برضو ألف ريال ما مقنعه ؟
احسب المسافه من بيتنا للمكتب , ستنتهي الألف وأنا أدفع لسائق الأجرة
والله يا ولدي هذا اللي عندي والمكتب حالتو الماديه صعبة ووووووو ....
إنتا فكر في الموضوع والمقتاح معاك والدوام يوم السبت بعد صلاة العصر 
هههههههههههه شر البلية ما يضحك وكأنه يدري بأني سأوافق على عرضه المنتهي


ولازلت إلى الآن أقلب مفتاح المكتب بين يدي 
هل أوافق لأني مضطر لذلك فلم يدخل في جيبي شيء منذ ما يزيد عن الشهر
وكلمايسألني والدي : معك فلوس ؟ 
أجيبه : نعم أبي معي .
أم أرفض وأبحث عن عمل آخر 
أنا في الرابع والعشرين
 بقائي في البيت دون عمل أراه مشيناً  حتى وإن كنت طالبا 
هذا الشعور السيء يطاردني كثيراً 
والذي يكدر ما لا يكدر عندما أعرف أنني لازلت أدرس والمتبقي مثل ما مضى



ولا زلت أقلب المفتاح