صورة هيباتيا
هيباتيا بنت ثيون ألكسندروس
عاشت هيباتيا في الإسكندرية في الفترة من 350 وحتى 412 من الميلاد فقط 65 عاما ولكنها كانت مليئة بالنجاح كانت من أنبغ نساء زمانها في الرياضيات وكذلك في الفلك والفلسفة .
كان والد هيباتيا ثيون عالم رياضيات وقد ورثت هيباتيا هذا العلم من أبيها ولم تكتفي بل سافرت إلى أرض الفلسفة " اليونان " ودرست على يد المدرسة الأفلاطونية المحدثة
تأثرت هيباتيا بأفلوطين واتخذت من نهجه والنهج المعدل أسلوب حياة وآمنت به
وكان المذهب الأفلاطوني المحدث يفضل الدراسة المنطقية والرياضياتية بدلا من الممعرفة التجريبية ويرى أن للقانون أفضلية على الطبيعة
على أن هيباتيا لم يؤكد أنها متدينة بأي دين لا مسيحية ولا يهودية بل كانت للوثنية أقرب إلا أن حلقاتها العلمية كانت مليئة بمن يستمعون لها من المثقفين ويقتنعون بها حتى وإن كانوا من نصارى الإسكندرية ذلك الوقت وهنا كانت المشكلة
أحست الكنيسة المصرية وأسقفها بالخطر لإزدياد أعداد من إلتفوا حول هيباتيا
وإن كان الحق لم تكن هيباتيا تسعى إلى ملك أو سلطة ولكن كانت أسئلتها وأطروحاتها وتساؤلاتها للمؤسسة المسيحية المشكلة والتفاف الناس والمسيحين خاصة وقربها من حاكم الإسكندرية كان يجعل منها خطرا لابد من إزالته
وبالفعل اتهموا هيباتيا بممارسة السحر والشعوذة , وذات يوم عند خروجها من حلقتها التف حولها النصارى أنصارى الأسقف وجردوها من ملابسها وسحبوها في طرقات الإسكندرية حتى انسلخ جلدها وسلخو الباقي بالأصداف إلى أن فارقت الحياة ولم يكتفو بذلك بل وحرقوها وكان منظراً لا يسر بحق
* لماذا هيباتيا , ماذا فعلت ؟
وهذا السؤال وغيره من الأسئلة دائما يحوم حول المؤسسات الدينية التي يفترض عليها أن تكون واضحة كالشمس في تعاطيها مع الأحداث في وقتها
في قصة هيباتيا ’ عندما سافرت إلى اليونان وأخذت الفلسفة من منبعها عادت ومعها العديد من الأسئلة للمدرسة المسيحية في الأسكندرية ولأسقفها ولدينهم وبدأت بطرح الأسئلة وطرح وجهة نظر المدرسة الأفلاطونية وهذا كله زعزع المدرسة المسيحية وجعلها في قلق دائم من أن تفقد هيبتها بسبب هيباتيا .
وهذا دليل على أن المؤسسة المسيحية في ذلك الوقت كانت تجبر الناس على الإنصياع لما يقوله البابا والأسقف بدون حتى مجرد التفكير والمشاركة والتساؤل .
ووكان الناس في بادئ الأمر كقطيع الماشية أينما اتجه البابا يتجهون
وكانوا " أقصد المؤسسة الدينية " يتخذون الدين وسيلة لحماية الملك والحكم المسيحي
والعلم والسؤال والمعرفة هم الشيطان بعدة أوجه
ويبدو أن الشيطان انتصر في النهاية وخضعت الكنيسة للعلم والتطور :)
والحال عندنا في الإسلام مختلف قليلا
لأن الإسلام والرسول جاء حاثا على العلم والقراءة والسؤال والتساؤل والشك وكل هذه الأدوات إنما هي للوصول إلى درجة الإيمان
وليست ضده أبدا والذي حصل أن بعض أصحاب المدارس الدينية في بادئ الأمر نقلوا لنا بعض الحقائق ناقصة وعوراء أو حتى لم ينقلوها لنا أصلا
وكان المسلمون لا يسألون لأن السؤل كان كالكفر
واليوم كثرت الأسئلة ولم يجد العلماء الحجج السابقة ذات نفع وانكشف الكثير
وبدء الناس بالحث عن الجواب بأنفسهم
وتأثرت المؤسسة الدينية وتأثرت المناصب والكراسي والمناصب العالية ..
وكانوا لو تعاملو مع تلك الأدوات بشفافية وأجابوا عن الأسئلة لما اهتزت صورة المدرسة الدينية أبدا
البحث عن الجواب الصحيح والرأي السليم عند رجال الدين يجب أن يقابل بصراحة لأنه إن لم يجاوب رجال الدين بصدق وآثرو أن يغيبو الحقائق لداعي المصلحة أو لداعي درء المفسدة أو لمرضاة الوالي أو إكراها من الوالي أو لأجل مناصبهم لانعكس هذا في المستقبل ولأخرج جيلاً لديه العديد من الأسئلة التي لم يجد لها جوابا ولبحث عن الجواب بطريقته ولربما يأتي ذلك اليوم أن يثور فيه الشباب على رجال الدين
وما هيباتيا إلا واحدة من الصور التي انتصر فيها العلم وغيرها كثير
شكرا للويكيبيديا
ورواية عزازيل
وموقع
http://www.britannica.com/EBchecked/topic/279463/Hypatia